علمُّوا أبناءكم "الذّكاء التّقنيّAI " بالمَرح "الاستثمار الأمثل للوقت"

13 يناير 2019
د.عماد الخطيب
تتداخل مفاهيم العملية التربوية، ويصعب تخمين المخرجات نسبة إلى طرق التّدريس في هذه الأيام..
ولكن الأمر ليس مستحيلا، ولا بد من رسم سياسات تربوية جديدة تتناسب مع تطلّعنا إلى تحقيق أهدافنا التي تضعنا في أول السّلّم.
ولتحقيق أهدافنا لابدّ من الاعتراف بكبر حجم المسؤولية، ولا بد من تحمّل المسؤوليات.
فكيف نتخطى واقعنا لنصل إلى ما هو أفضل منه، دون إهماله؟
إن السيادة في اتخاذ القرار جزء مهم مما نتحدث عنه، وإننا إذ نتحدث عن الذكاء التقني – كما يحب طلال أبوغزاله أن يسميه - فإننا نتحدث عما يمكن تعريفه من خلال كونه "القدرة الفائقة على الأداء المعرفي للوظائف التي يقوم بها الإنسان من مهام أو حلول أو ممارسات".
يتماس "الذكاء التّقنيّ" مع التّعلّم والتّعليم
ويعزّز قدرات الطلبة على الانسجام بصورة فعّالة في مجتمعاتهم، كما يسرّع في إحداث التّغييرات التي تلمسها الأجيال جيلا بعد جيل، وإحداث التقارب بين الشّعوب، وإزالة الفوارق بينها.    
وهناك فرق بين التّعلّم والتّعليم
فالتعليم هو عملية نقل المعارف والخبرات والمعلومات من المُعلّم/المُدرّب إلى المُتعلّم/المُتدرّب؛ بهدف إيصالها مباشرة وربما في وقت محدد أو دون وقت محدد.
أما التّعلّم فهو سلوك يُكسب المُتعلّم/المُتدرّب المعارف والخبرات والمعلومات عن طريق بحثه هو "أي المُتعلّم/المُتدرّب" عن مادة ذلك كلّه من خلال اندماجه التكويني مع أدوات المعرفة.
وإنّ التّعلّم يرتبط بعلاقة وطيدة مع التّعليم
وفي الغالب هما لا ينفصلان إلا لغايات الدّرس والبحث، وعلينا أن نولي اهتمامًا مضاعفًا بهما، وأن ندمج بينهما، وقبل ذلك أن نمنح الذّكاء التّقني فرصة أكبر لإيصال المعارف والخبرات والمعلومات إلى مستحقيها.
وقد آن الأوان لدعم "الرّفاه التّعلّمي/ التّعليمي" خدمة لمستقبل المُتعلّم/المُتدرّب..
وذلك بتلمس حاجات طلبتنا، والتّعرّف إلى ذواتهم، وتقدير رغباتهم وتطوير أدوات تعلّمهم، وتحقيق المتعة بالتّعلّم والتّعليم، وتحويلهما إلى ما يفيد "بناء الذّات".. وما دعم الرّفاه إلا تقدير لحقّ اختيار المُتعلّم/المُتدرّب لطريقة تعلّمه، وتمكينه منها.
 ويعلمنا طلال أبوغزاله..
أنّ "الذّكاء التّقني" يتحدّى كلّ تقليد، وربما يطمسه
فعلى المُؤسّسات التّربويّة انتّهاج الأسلوب غير التّقليدي الواعي الهادف لمواجهة التّطوّر الرّقميّ -غير المسبوق- واستثمار أسلوب التّعلّم بالمرح الذي أصبح سمة مميِّزة، ولها أتباعها من التربويين الذين يُحدِثون تطوّرًا نوعيًّا يتلاءم مع المستجدات التّعلميّة/التّعليميّة.
ومن المفيد تعلُّم "الذّكاء التّقنيّ" بالمرح
ولا يعني التّعلّم بالمرح.. التّعلّم باللعب فقط؛ فاللعب أحد مصادر المرح، فداخل كلّ منّا طفل يتوق للعب –كما قيل-.
والتّعلّم بالمرح ليس وليد اللحظة، فالمصطلح موجود منذ عام 1954م
وساهم في رفع تحصيل الطلاب بنسبة 85% خصوصًا في المواد التي تعتمد على التّركيز الذّهني كالرّياضيّات، واللغات، والعلوم .. كما نشرت الدراسات، وهو تعليم محفّز تفاعليّ شامل ينمي المواهب.
ويمكن أن نربط بين التّعلّم بالذّكاء التّقني والتّعلم بالمرح
وذلك من خلال تنمية سلوك المُتعلّم، وعدّهما من أنشطة التّدريب الابتكاري المبني على فرضيات خوارزمية  ومفاهيم معالجة للبيانات التّراكميّة.. ثم استنتاج الطريقة المُثلى للح.
فبالذكاء التقني نتعلّم استخدام "خوارزميات الذّكاء التّقني" ونعزّز "التّحوّل الرّقميّ" لدى المُتعلّم/المتدرّب، ونطوّر إبداعاتهما، ونوسّع قدراتهما، ونمكنهما من مواجهة تحدّيات مستقبلهما.
ويردف هذا كلّه بالتّعلّم بالمرح القادر على تحسين البراعة، وتوسيع القدرات، والتّمكين من مواجهة التّحديات...
وأخيرًا..
إنّ بيئة التّعلّم/التّعليم المرحة لا تتضاد مع بيئة تعلّم الذّكاء التّقني
بل هما تتقاطعان في تحقيق الغرض منهما، وهو التّدرّب على "الاستثمار الأمثل للوقت" و"تحقيق الرّغبات"، و"إدراك أماكن المكتشاف"، و"الإمداد بما يُعنى ببناء المستقبل".
وتتداخل إستراتيجيات، وأساليب التّعلّم بالمرح مع التّعلّم بالذّكاء التّقني، ووسائل تنفيذهما
من الإثارة، والابتكار، والإبداع، والتّحدي، والاستقلاليّة، والتّنمية، والارتقاء، والتّنوّع، والتّعزيز، وتوفير البيئة المُثلى لتحسين المواهب، واكتساب المعارف، وتطوير الذّات.