د. أبو غزاله يحاضر في النادي الأرثوذكسي بعمان

31 أكتوبر 2011

يجب أن نستفيد من الأزمة الإقتصادية العالمية
مستقبل مصر واعد والنفظ المادة الوحيدة للطاقة بلا منافس

عمان- 31 تشرين أول 2011- إستضافت أسرة النادي الأرثوذكسي بعمان الدكتور طلال أبوغزاله في محاضرة حول "تحديات مواجهة أزمة الإقتصاد العالمي".

إستهل أبوغزاله المحاضرة بالتساؤل، هل العالم في ازمة إقتصادية؟ وأجاب نعم وقد توقعت ذلك منذ العام 2008 مع تفاقم الأزمة المالية وذكرت إننا أمام أزمة ستستمر 10 سنوات وتنتقل من الأزمة المالية الى الأزمة الإقتصادية وهي الأصعب وذلك نظراً للطريقة التي تعالج بها.

وقال إن الإقتصاد العالمي إنتقل من تعثر الشركات الى تعثر الدول اي "إفلاس الدول" ذلك أن إيطاليا مدينة لفرنسا بأكثر من نصف تريليون أي خمس الناتج القومي الفرنسي كما أنها مدينة لدول أوروبية أخرى بنحو تريليون ونصف التريليون أما اسبانيا فهي مدينة بأكثر من تريليون لدول أوروبية كما يبلغ عجز الموازنة في أغلب الدول الرئيسية في أوروبا حوالي 10بالمائة.

وأضاف:" اننا في مرحلة خطرة جداً لأن العجز في الموازنة والدين العام تخطى حاجز 3% من الناتج القومي فمثلاً وصل في إيطاليا 33% وفي ايرلندا 32% واليونان 11% وبريطانيا 11% وفرنسا 8% والسويد 5%.

كما أن جميع هذه الدول تخطت الدين العام وهو من المفروض ألا يزيد عن 60% من الناتج القومي وإن مجموعة السبعة الكبار تخطت ديونها نسبة الدخل القومي حوالي 70% فمثلاً اليابان 225% والولايات المتحدة الأمريكية فوق 100% وبريطانيا 94% وفرنسا 100% وإيطاليا 130% وألمانيا 85%.

وأوضح أبوغزاله بأن الدين العام إرتفع في أمريكا خلال عهد بوش الإبن من حوالي خمسة تريليونات الى عشرة وفي عهد اوباما الى حوالي 15 تريليونا وإذا أضفنا الضمان الإجتماعي (8 تريليونات) والتامين الصحي (38 تريليوناً) يصبح المجموع ما يزيد عن 62 تريليوناً.

أما مجموع الدين الحكومي العالمي فيبلغ 41 تريليوناً في عام 2010 والتوقعات أن يصل الى 50 تريليوناً نهاية عام 2011 بسبب إقتراض الحكومات وذلك يمثل 70% من مجموع الدخل القومي العالمي والبالغ 80 تريليوناً ويتزايد الدين الحكومي العالمي بمعدل خمسة تريليونات سنوياً.

وأشار الى مقولة كانت تتردد قديماً ومفادها "عندما يعطس الإقتصاد الأمريكي يصاب العالم بالزكام" بينما يقول اوباما حالياً أن إنتعاش أمريكا يعتمد على إزدهار الصين وآسيا وهذا يؤكد أن الأزمة فرصة لنا بعكس ما تمناه بوش الإبن عندما قال إننا جميعاً كعالم وقعنا في الأزمة ويجب أن نخرج منها سوياً، وأوضح بهذا الصدد إننا في عالم متغير في كل شيء كما هو العالم دوماً ولكن بسرعة أكبر بسبب تقنية المعلومات والإتصالات.

اذاً فالأزمة خطرة يقول أبوغزاله لأنها إنتقلت حكماً من القطاع الخاص الى الدولة حيث لم يكن عند الإدارة الأمريكية حل إلا بإنقاذ الشركات المتعثرة، وتلوم أمريكا أوروبا لأن أي إنهيار سيجرف معه الإقتصاد الأمريكي، فأوروبا هي الشريك الحقيقي لأمريكا، لأن 75% من الإستثمارات الأوروبية في أمريكا والعكس صحيح.

ويضيف قائلاً في هذه الأثناء يتشكل عالم جديد من روسيا، البرازيل، الصين، الهند، الدول الأكبر سكاناً والمستقبل هو للدول ذات الإقتصادات الكبيرة وقد تصبح روسيا عاصمة أوروبا والصين ثاني إقتصاد في العالم وروسيا ثاني منتج للنفط عالمياً.

وفي المنطقة العربية يؤكد أبوغزاله أن مستقبل مصر واعد، فيما سيظل النفط المادة الوحيدة للطاقة بلا منافس، وأتوقع أن يصل سعر البرميل الى مائة وخمسون دولاراً، واختتم المحاضرة بالقول يجب أن نستفيد من الأزمة العالمية ومن مصلحة الغرب أن نزدهر وهذه فرصة أمامنا لنتطور.

وجرى بعد ذلك مداخلات وأسئلة من الحضور أجاب عليها المحاضر.