في حوار مع فضائية TRT التركية حول قمة التغيير والتطوير الإقليمي
27 نوفمبر 2011د. أبوغزاله: العالم سينتقل إلى العولمة الإقليمية
وعلينا إقامة مشاريع إستراتيجية في كافة المجالات
إسطنبول- 27 تشرين ثاني 2011- قال الدكتور طلال أبوغزاله بأن العالم سينتقل من مفهوم العولمة السابق إلى العولمة الإقليمية مؤكداً إن العولمة التي نعرفها تحولت إلى عولمة مناطق.
جاء ذلك في حوار أجرته فضائية TRT التركية يوم الخميس 24 تشرين الثاني 2011 مع الدكتور طلال أبوغزاله، بمناسبة إنعقاد قمة التغيير والتطوير الإقليمي المنعقدة في إسطنبول، برعاية فخامة رئيس الجمهورية التركية حيث يشارك الدكتور أبوغزاله في القمة، موضحاً بأننا كدول متجاورة علينا أن نعمل على تعزيز الإستثمارات والتبادل التجاري والتعاون الإقتصادي وإقامة المشاريع الإستراتيجية والشراكة في كافة المجالات، مؤكداً بأن تنفيذ ذلك يتطلب برامج ونحتاج إلى وضع آليات لتطبيق ما تم بحثه في القمة على أرض الواقع.
وأشار الدكتور أبوغزاله إلى أن هناك تبادل في الأدوار التاريخية بين البلاد العربية وتركيا، ولا بد من العمل على تبادل الأدوار الإقتصادية بدون أية حساسيات، فالمؤتمر وعنوانه يدلان أننا أمام تعاون وشراكات استراتيجية وبقدر ما هي الحقيقة مهمة فإن الفكرة مهمة أيضاً.
ورداً على سؤال حول تداعيات ما يسمى الأزمة العالمية قال الدكتور طلال أبوغزاله إن ما هو حاصل الآن هو أزمة غربية وليست عالمية، والغرب وحده يعاني بينما بقية العالم عليه أن يجد الفرص للإستفادة من هذه المعاناة، ولم نتأثر في البلاد العربية بهذه الأزمة التي تشكل فرصة حقيقية لنا للإستفادة منها، مشيراً أننا لسنا شركاء للغرب والشراكة الحقيقية هي بين أميركا وأوروبا، وتبلغ حجم إستثمارات كل منهما في الآخر نحو 75 بالمائة.
وشدّد أبوغزاله على ما ذكره في مناسبة سابقة بأنه إذا عطس إقتصاد أميركا إنتعش العالم وليس كما يقال يصاب بالزكام، وقال بأن الرئيس الأمريكي أوباما عندما زآر الصين مؤخراً قال بأن إقتصاد أمريكا يعتمد على الصين وآسيا أي عندما ينكمش إقتصاد أميركا فإن المنقذ هو إقتصاد هذه البلدان، وأوضح بهذا الصدد بأن روسيا بمواردها وإمكانياتها النفطية وإحتياطيات الغاز لديها تسيطر على أوروبا وهي المستفيدة ايضاً وليست في أزمة وكذلك الهند والبرازيل والصين.
وتحدث د. أبو غزاله مطولاً عما يحصل في المنطقة العربية، وقال إن ما نمر به هو مرحلة إنتقالية ومعاناة تدفع فيه الشعوب ثمناً إقتصادياً وإجتماعياً لتصل إلى النهضة التي تستغرق وقتاً ولها ثمن فأمريكا وأوروبا دفعت الكثير قبل أن تدخل عصر النهضة.
وأضاف بأن مرحلة الإنتقال تتجاذبها أصحاب المصالح وهناك قوى خارجية ولكن هذه القوى لم تحرك النهضة بل أنها تبحث عن مصالحها، وقد وجدت أن هنالك تحول يحتاج إلى تموضع من جديد ولهذا هناك مراقبة ومتابعة ومحاولة للتأثير على هذه المناطق وتعمل هذه الدول لمصالحها السياسية والإقتصادية الإستراتيجية.
وعاد أبوغزاله إلى التأكيد بأن معاناة المواطن العربي مستمرة منذ إنحسار الإستعمار الغربي وهي ليست شيئاً جديداً، وقد وصلت به المعاناة إلى مرحلة تحول ولذلك صمم أن يدفع فيها الثمن والظاهرة التي تفجرت إنتشرت وهي إيجابية وطبيعية وقال يجب أن تنتهي النظم التي قامت على الفساد المنظم والمرحلة الحالية هي محاسبة الحكومات على أعمالها.
وأجاب على سؤال حول المستقبل وقال إن الدراسات الحديثة الصادرة عن صندوق النقد الدولي تؤكد أن المستقبل هو للدول الأكبر سكاناً، ونحن إذ ندخل عصر المعرفة فإن الشباب في البلاد العربية وعددهم نحو مائتي مليون نسمة يمثلون مجتمع المعرفة وهناك ستبرز دولة فريدة وقوية هي مصر بموقعها وقدراتها وإمكانياتها البشرية والمادية، وستصبح من الإقتصاديات الهامة في العالم كما هي تركيا اليوم.
وتطرق أبوغزاله إلى القمة الشبابية التي أقرتها القمة الإقتصادية الإجتماعية في شرم الشيخ مؤخراً وتكليف مجموعة طلال أبوغزاله بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لوضع الترتيبات لعقد القمة التي تستضيفها المملكة المغربية في الأول من مايو برعاية عاهل المغرب، وأوضح بأن الهدف منها هو أن تدار القمة من قبل الشباب ليعملوا على قيادة التحول بالبلاد العربية نحو مجتمع المعرفة، ونجند هؤلاء الشباب ليصبحوا عمال معرفة لينتقلوا بالأمة إلى مجتمعات معرفية بحيث نستعيد مجدنا وهذه فرصتنا التاريخية.