مقابلة مجلة The Accountant مع الأستاذ طلال أبو غزاله
26 يونيو 2007عمل الأستاذ طلال أبو غزاله على بناء إمبراطورية خدمات مهنية من العدم وقد كرس معظم سنوات حياته لتطوير مهنة المحاسبة في الشرق الأوسط.
يعتقد السيد طلال أبو غزاله أن المعاناة عبارة عن نعمة. إذ يُعتبر رجل الأعمال الذي يدير واحدةً من أكبر شركات المحاسبة في الشرق الأوسط والذي كرس معظم سنوات حياته لتطوير المهنة العربية مثالاً كلاسيكياً على أنه يمكن للعمل الجاد والسلوك الإيجابي أن يتغلبا على المشقات.
عقب قيام إسرائيل عام 1948، رُحّل الطفل الفلسطيني ذو العشرة أعوام وأسرته الميسورة من منزلهم في مدينة يافا الساحلية على متن سفينة شحن إلى جنوب لبنان.
ويستذكر الأستاذ طلال أبو غزاله قائلا "اضطررت أن أقتات على الخبز والخضراوات الأساسية التي كان علينا أن نلتقطها من البرية في الجبال". "وقد كان علي أن أمشي من تلك القرية إلى المدرسة لمدة ساعتين ذهاباً ومثلها إياباً يومياً، مهما كانت الأجواء، ماطرةً أم حارةً أم مثلجةً. لقد كانت واحدةً من أجمل تجاربي لأنها كانت تمريناً ممتازاً ووقتاً ممتازاً للتأمل ومراجعة دروسي. أدعو هذا نعمة المعاناة... إذ أعتقد أن ما حصل لي قد سلحني لخوض أعمالي و[ساعدني في معاناتي المهنية".
لقد حقق الأستاذ طلال أبو غزاله أعلى النتائج في جميع مراحل دراسته. وقد حاز على منحةٍ دراسية من وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة للالتحاق بالجامعة الأمريكية في بيروت حيث حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال مع مرتبة الشرف. وفي عام 1960، تم تعيينه من قبل واحدة من أكبر شركات المحاسبة في الشرق الأوسط حيث أصبح شريكاً فيها بعد خمسة أعوام. وبعد اثني عشر عاماً، تم ترشيحه ليكون نائباً للرئيس وتولي زمام الأمور من الرئيس".
ويضيف الأستاذ طلال أبو غزاله قائلاً "لقد حصلت على الموافقة لتعييني مشروطةً ببرنامج عمل قد تم رفضه وُطلب مني أن أغادر. لذا قمت بتأسيس شركتي بناءً على نفس الأسس التي قاموا برفضها. وقد ساعد هذا وفي غضون خمسة أعوام على أن تصبح أكبر شركة محاسبة ريادية في المنطقة".
وقد بدأت شركة طلال أبو غزاله وشركاه، المعروفة حالياً بشركة طلال أبو غزاله الدولية، بخمسة مكاتب. واليوم تركز الشركة على المنشآت صغيرة ومتوسطة الحجم وهي جزء من مؤسسة أعمال عربية متنوعة كبيرة تعرف بمجموعة طلال أبو غزاله. وتتضمن هذه المجموعة أربعة عشر نوعاً من الأعمال تقدم خدمات مثل الخدمات المحاسبية والمهنية والقانونية والاستشارات الإدارية والملكية الفكرية وتقنية المعلومات والتعليم والتدريب والترجمة والتوظيف والنشر والتوزيع. وتضم المجموعة الآن ما يزيد عن 2000 مهني في 60 مكتباً في الشرق الأوسط و150 مكتب تمثيل حول العالم. وقد سجلت المجموعة هذا العام نسبة نمو تعادل 98%.
وبعيداً عن إدارته لإمبراطورية عمل ناجحة، كرس الأستاذ طلال أبو غزاله الكثير من وقته لرفع مستوى المهنة في العالم العربي. ففي عام 1984، قام بإنشاء المجمع العربي للمحاسبين القانونيين، وهو هيئة مهنية تعمل على تأهيل المحاسبين وترجمة المعايير الدولية إلى اللغة العربية واستحداث برامج التعليم. ويقول الأستاذ طلال أبو غزاله بأن المجمع مبني إلى حد ما على نموذج الهيئات البريطانية. ويقول أيضاً "أننا كنا محظوظين بفهمنا للمهنة في بريطانيا لتزويدنا بمناهجهم ومعايير اختباراتهم. ولقد قمنا بتصميم مؤهلاتنا العربية وفق نفس الخطوط".
"إننا نواجه طلباً كبيراً وتطوراً عظيماً في حقل الكفاءة المهنية في العالم العربي. وإننا نتحرك بشكل إيجابي جداً على كافة الجبهات وفي كل البلدان"
الأستاذ طلال أبو غزاله
وقد شغل الأستاذ أبو غزاله أيضاً مقعد عضو في عدة مجالس دولية، بما في ذلك غرفة التجارة الدولية ومجلس الاتحاد الدولي للمحاسبين ولجنة خبراء معايير المحاسبة العالمية التابعة للأمم المتحدة ولجنة معايير المحاسبة الدولية. وقد تم مؤخراً انتخاب الأستاذ أبو غزاله كنائبٍ رئيس الاتفاق العالمي- وهي مبادرة عالمية تهدف إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات يقودها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ويقول الأستاذ أبو غزاله أن المهنة العربية تتطور في الاتجاه الصحيح: "إذ أننا نواجه طلباً كبيراً وتطوراً عظيماً في حقل الكفاءة المهنية في العالم العربي. ونحن نتحرك بشكلٍ إيجابي جداً على كافة الجبهات وفي كل البلدان."
ومع ذلك، يعتقد الأستاذ طلال أبو غزاله أن الدوائر الحكومية تفتقر إلى الخبرات، مما يعني أن الحكومات قد تخلفت عن الركب فيما يتعلق بقدرات محاسبيها وأنظمتها المحاسبية". وبالرغم من ذلك فإن الأوضاع آخذة بالتحسن وفق اعتقاد الأستاذ أبو غزاله. ويقول أن "باستطاعة الحكومات الآن أن توزع الأموال اللازمة لبناء القدرات في القطاع الحكومي. وهذا هو السبب وراء قيامنا بتطوير برنامج المحاسب الفني هذا كما أننا نعقد برامج تدريبية للموظفين حول محاسبة المؤسسات الحكومية".
سيتم إدارة برنامج المحاسب الفني باللغة العربية ويعتقد الأستاذ أبو غزاله بأن البرنامج سيحوز على رضى "أولئك العاملين في الصناعة والحكومة ممن لا يرغبون في الحصول على شهادة أو مؤهل عالي ليصبحوا محاسبين عامين". ويقول أنه "سيتم تقديمه لرفع مستوى المعايير في مهنة المحاسبة".
ويقول الأستاذ أبو غزاله لمجلة "المحاسب" أن مهمته تتلخص في مساعدة المنطقة على التطور مهنياً بالرغم من انعدام الاستقرار السياسي: "دعونا نتجاهل الحرب ونتجاهل الفوضى، فإنها ليست مشكلتنا وليست من شأننا. إننا معنيون بالعمل على تطوير القدرات وجعل هذا الجزء من العالم مساوياً ومتناغماً تماماً مع أي جزء آخر في العالم."
www.WorldAccountingIntelligence.com
وقد أجرى الحوار الصحفي أرفيد هيكمان
نيسان 2007
Accountant Magazine