ابو غزالة يتوسم في لبنان وشعبه خيراً .. الكوارث تجعل من الشعوب العظيمة أعظم
01 نوفمبر 2020بعد تفجيرات مرفأ بيروت ، بات لبنان يعيش حالة مخاضٍ شديد وعسير ،
وأصبح على مفترق طرقٍ وعرة ، تكرّسها أزمته السياسية والإقتصادية والإجتماعية
وحركة الشارع المأزوم الطائش .. وحالة الحكم المتعثر بتعثر توجهات من ترتبط
قراراته بهم ، وفاقمت جائحة كورونا أزماته، وأعقبتها أطماع الغرب ممثلة بأحفاد
المستعمر الفرنسي الذي حشّد قوات بذريعة المساعدة ؛ فيما لبنان رغم كل شيء
ليس بحاجة لهذا التحشيد بل لنقيضه ، فالمخاطر التي تواجهه هي حصراً ممن يدعم
الغرب بالجوار منه ، ومن نزوات عملائه في الداخل .
تحدث كثيرون في الشأن اللبناني قبل وبعد كارثة المرفأ ، لكن أصوب من
سمعته يتحدث أو يكتب أو يبدي رأياً أو تحليلاً للأزمة المركّبة في لبنان ،
هو د. طلال أبو غزالة ، على شاشة فضائية RT الروسية ، بعد أيام
قلائل من التفجيرات ، التي قاربت في خطورتها وحجمها الكارثي تفجيريْ هيروشيما
وناغازاكي على صعيد الشهداء والجرحى والمفقودين والمتضررين نفسيا وماليا
وإقتصادياً وأعمالا ، فضلا عما نال بيروت ولبنان ككل من تدمير وأضرار هائلة وصدمة
، وفي توقف العديد من الأعمال والمصالح ، وما سيلي من نتائج وتداعيات لم تظهر بعد
أبعادها .
كان أبو غزالة حاضر البديهة ملفتاً ، تحدث بطىلاقة وتركيز شديد وحب عن
لبنان كعاشق ووفي ، ، فما أصابها أصاب من قبل دولاً عربية كسورية والعراق
واليمن وليبيا .. وهو كمواطن عربي وكلاجيء فلسطيني حريص على لبنان الرئة و رئة
العرب كما وصفها .
لكن أبي غزالة ، كان وهو يضع الحلول لتعافي لبنان ، واعادة بناء
المرفأ بأفضل مما كان عليه ـ كدليل على عظمة لبنان وشعبه ، وعلى قدراته
الجبارة ، على غير ما يزعم المرجفون ويروجون ـ كان يرسي قواعد عمل سياسي واقتصادي
ليس على مستوى تنظيم حزبي في بلد ما ، وإنما على صعيد دولة .
ومن هنا تبرز اهمية الحلقة التي تحدث فيها أبو غزالة ، فالشعوب
العظيمة تعود من الرماد لتنهض من جديد وبأعظم مما كانت عليه ، وأتى أبو غزالة على
مثالي المانيا واليابان اللتين دمرتا بنتيجة الحرب العالمية الثانية وهما الآن بين
أكثر الدول تقدما إقتصادياً وتقنيا ،
( وأضيف أنا أن الإتحاد
السوفييتي الذي كاد يسقط في الحرب العالمية اياها وحوصرت موسكو العاصمة وتكبد
ملايين البشر .. لكنه صمد وتمكن من دخول بيت هتلر .. واسقاط النازية .. والاتحاد
السوفييتي الذي سقط بنهاية الحرب الباردة وخلفته روسيا المثخنة بالندوب ، عادت
وتمكنت من النهوض وأصبحت بين أكثر 3 دول أهمية ).
وشدد ابو غزالة على أن لبنان قادر على النهوض دون معونة خارجية ولا
حتى عربية ، حيث يتوفر لبنان على كفاءات قادرة على إستعادته وتحقيق تعافيه .
وأبدى استهجانه من دعوات الإستعانة بالغرب في التحقيق بكارثة المرفأ ،
فالمحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في استشهاد رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق
الحريري لم تثبت أنها أقدر من القضاء اللبناني ولا أكثر نزاهة ، معيبا على من
ينادون بالإستعانة بالخارج قبل أن يبدأوا التحقيق وكأنهم قصرا .
وأبرز قاعدة جوهرية في الحكم ، وهي أن الأساس في الديمقراطية ، قيام نظام لا يتيح الفساد ، وإنما يأتي بممثلين حقيقيين للشعب ، وقتها لا يكون فساد ، وإن وجد فاسدون فستلحق بهم أشد العقوبات ، مستذكراً أن عورات النظام اللبناني تعود إلى المستعمر الذي فرض هذا النطام الذي يعاني منه لبنان الآن .
وإستهجن أبو غزالة أن تلتقي جهة خارجية بـ ( فرقاء لبنانيين )
متسائلا هل يلتقي مسؤولون لبنانيون أو غير لبنانيين بـ فرقاء في تلك الدول
.. مشيراً إلى أن المجالس النيابية بعد أن تنتخب ، تصبح هي الممثلة للشعب ،
وليس الفرقاء .. عليه لا يجوز اللقاء أو التشاور مع غير ممثلي الشعب ، سواء قبل أو
بعد إتخاذ الالقرارات .
ورأى ابو غزالة أن شعار (كُلّن .. كُلّن) خاطيء بكليته ، حيث لا يجوز
تحميل كل من سبق ومن هو الآن في الحكم ومن سيأتي؛ المسؤولية ، منوها بأن كلن
كلن ، تعطي انطباعاً في الخارج ، بأن كل من في لبنان فاسد وهذا ليس صحيحاً ، ولكن
الفاسدين كُلّن.. مسؤولون ، ويجب ايقاع أشد العقاب بهم، بمن فيهم المسؤولون عن
التفجيرات بغض النظر إن كانت نتاج فعل خارجي، أو جراء إهمال، ولا يكفي العقاب،
وإنما إعادة إعمار المرفأ بأفضل مما كان .. ووضع الأسس الكفيلة عدم تكرار
الكارثة .
منبهاً إلى أن إصلاح النظام يكون من داخله ، بان يدعو المجلس النيابي
إلى عقد مؤتمر عام يشارك في أعماله ؛ إضافة إلى أعضاء المجلس ، الأحزاب
والفعاليات المختلفة وصولاً إلى قيام جمهورية لبنانية جديدة متوافق عليها ..
( على أن تكون دعوة الأحزاب لمرة واحدة )
وشدد أبو غزالة على أن الأمم العظيمة تجعلها الكوارث أعظم ..وأن لبنان
الذي لم يستطع الجيش الذي قيل عنه أنه لا يقهر ؛ إخضاعه، يستطيع النهوض مجدداً ..
وسينهض بأعظم مما كان عليه .