من سِمَات النّاجِحين

04 سبتمبر 2020 د.عماد الخطيب
يأخذ الحديث عن سمات الناجحين أبعادًا شتى، من بينها النسبية، والأغلبية، ولكن ثمة سمات لا يختلف عليه أي ناجح، ومنها "التّفوّق" الذي هو من أهم أدوات النّجاح، ومعايير قياسه.. والمقصود بالتّفوّق هو أن تتفوّق على نفسك، وقد تسألني كيف أتفوّق على نفسِي؟
أقول: مثلًا، لو كنت تنتج خمس منتجات في اليوم، قل: إنك ستنتج ستة غدًا، وإذا استطعت اليوم تأليف أو ترجمة أو الانتهاء من عمل ما، أو اختراع شيء ما، فغدًا يجب أن تعمل أكثر، وتُنتج أكثر، وتذكّر دائمًا أنّ "مِن يتعب في نهاره.. سيرتاح في ليله"؛ فكل من يريد النّوم مرتاحًا في الليل، يجب عليه التّعب في النّهار، فلو كنت قَلقًا في الليل، ولم تستطع النّوم؛ فهذا يعني أنّك لم تتعب في نهارك؛ لأنّ من يتعب، ينم مرتاحًا.. وتلك تُعدّ إحدى فوائد العمل المرهق وهي (الرّاحة المُمتعة في النّوم).
ومن القصص المرتبطة بما أقول، ما كان يقوله لي والدي –رحمه الله -: "إن الله يقوم بتوزيع الأرزاق قبل بزوغ الشّمس، ومن ينم بعد بزوغ الشمس تذهب رزقته إلى غيره" ولقد كان هذا الكلام البسيط بتشبيهاته.. مقنعًا جدًا بالنّسبة لي! وكلام والدي يشبه ما يقوله المثل الفرنسي: "العالَم هو ملك من يستيقظ مبكرًا".
وهكذا فعليك أن تعمل بجدّ.. وأن تتفوّق في عملك، وأن تستيقظ باكرًا، ولا تتكاسل؛ لأنّ العمل جزء أساسي من أسباب النّجاح، فكلما عملتَ أكثر.. فأنت لا تخدم المؤسّسة التي تعمل فيها فقط، بل تخدم نفسك؛ لأنك تصبح أكثر مقدرة، وتكتسب خبرة، والخبرة ملكك وستبقى معك أينما ذهبت.
ومن سمات الناجحين "التّفاؤل"؛ لأنّه يجلب الحظ، فلو كنت متشائمًا لن تستطيع أن تحقق شيئا.. وإنني لم أر في حياتي شخصًا ناجحًا، وهو محبط؛ لأنّ الإحباط يؤدي إلى نتائج سلبية ويسير بك إلى اللانجاح.. فتفاءل، وثق في نفسك، وحدد رسالتك.. فتلك الثلاثة مرتبطة معًا من أجل صناعة المستقبل الذي لا يصنعه سوى المتفائلين!
ومن السمات "السّعادة" وكثير منّا لا يقدّرون قيمة السّعادة.. إذ هي قرار، فليس هنالك أحد يأتي إلى الدّنيا تعيسًا ومكتوبًا على جبينه "أنت إنسان سعيد" أو "أنت إنسان تعيس" فهذا غير صحيح؛ لأن من يستطيع تقرير السّعادة أو التّعاسة هو أنت، برغم كل الظروف.
ومن القصص التي أتذكّرها في هذا المجال، عندما كنت طفلا وأذهب إلى المدرسة، ولم يكن لدي جاكيت، فاضطرت والدتي لخياطة أحد حرامات اللاجئين التي تقوم بتوزيعه منظمة الأونروا على شكل يُشبه الجاكيت؛ وعندما رآني زملائي ضحكوا من منظري! فهل أحبطني هذا الأمر؟ على العكس، بل قلت لهم: "أنتم تحسدونني؛ لأنني أرتدي حِرامًا (يدّفيني) أكثر منكم، وأنتم ترتدون جاكيتات لا تقيكم البرد"! أذكر أنني كنتُ في منتهى السعادة؛ لأنّ (جاكيت أمّي) يشعرني بالدّفء، فالسّعادة قرار، وهي ليست مفروضة عليّ، ولا تولد معي، ولا تجلبها الأيام..
وبالعودة إلى الذي يحقق السّعادة للإنسان، فسنعيد ذكر (تحديد الهدف)؛ لأنّ بتحديدك للهدف، ولو كان طويل المدى.. فسيساعدك هذا في تحقيق السّعادة التي ستُحقق لك النّجاح بعد تحقيق هدفك..
مع التركيز على "أنك لن تفشل إلا عندما تتوقف عن المحاولة.. فلقد فشلتُ مئات المرّات، ولكنّني في كلّ مرة كنتُ أفشل فيها.. كنتُ أفكّر: لماذا فشلتُ؟ وكيف لي أن أبدأ من جديد، وبطريقة أفضل؟ فأحقّق بذلك النّجاح وأصل إلى هدفي، فما دمتُ أحاول.. فأنا لم أفشل بعد".