أبوغزاله يقول: زوال الاحتلال، ولا شيء سواه
05 يوليو 2020د. مشيرة عنيزات
05-07-2020
توسّع عدوّنا الصّهيونيّ في احتلالاته مُتعطّشًا للسّيطرة على الاقصى وباقي المقدّسات الإسلامية، وجاء توسعه على حساب القتل والدمار والتشريد لأهل الأرض الأصليين، وما زال يزداد سُعارًا يومًا بعد يوم... أذكر جيدًا ذلك اليوم الذي خرج به جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بزيّه العسكري، مخاطبًا شعبه ومدافعًا عن الأقصى وعن قضية الأمة بأكملها ومجسّدًا سيرة الهاشميين؛ فنادى باللاءات الثلاثة (لا للوطن البديل، ولا للتوطين ولا لصفقة القرن)؛ فأوقف أطماعهم في توسعهم الجديد.
وعدونا يترقب عن بُعد ويجرّ أذيال الخيبة من خلف الجدران، إنه عدو أحمق!
إنه يحاول طمس حقّ لأهل الحق: إنه الحق الفلسطيني في الأرض والمكان... كما يزيف الحقائق، والتاريخ، "لماذا يا ترى يصنع ذلك؟"
إنّه يعيش في رعب دائم، أستطيع تصّوره في مخيلتي عندما أستعيد سرد لحظات من سيرة هذا الشّعب العظيم، وأعيد وصفها... أعني "مشهد الأم وهي تزغرد لابنها الشّهيد إذ يخرج من منزله؛ كأنه خارج إلى منزل الزوجية"، و"مشهد الأب، إذ يودّع ابنه الذاهب إلى السّجن بكل فخر وكبرياء"، و"مشهد الطّفل إذ يقترب من جندي الاحتلال الغاشم، ولا يكترث لأمر بندقيته"...
عدوّنا أحمق؛ لأنّه يعلم أنّ من مات أبوه، وقتلوا أمّه، وجرّدوه من الأمان والحبّ والحنان لم يبق هناك شيء ليخسره... ومن هنا سنكون في خيالهم وأحلامهم ومن أمامهم وخلفهم حتى يروا أنفسهم مجانين وتائهين ونرى فلسطين عادت محررة للفلسطينيين والعرب، وهذا ليس ببعيد فهم دُمى جامدة لا روح فيها متحجّرة المشاعر، باهتة، دون حياة، وهم عديمو الثقة بأنفسهم، "حجر طفل صغير يهزم دبّاباتهم".
يقول طلال أبوغزاله: "نحن نحاول أن نرسل أجهزة الكمبيوتر إلى مراكز المعرفة التي نديرها في فلسطين والعدو يعتبر الكمبيوتر قنبلة يمنع إدخالها إلى فلسطين، وهي حقيقة قنبلة، فإذا كان الإسرائيلي يمنع إدخال أداة المعرفة يجب أن ندرك أنها هي السّلاح الحقيقي".
لم أعد أستهجن أو أشك تجاه أي فعل يقوم به الاحتلال الصهيوني؛ فهم ضعاف وعاجزون، وعلى يقين بأنهم لن يثنوا هذا الجيل عن فلسطين، مهما سنّوا من قوانين تجيز سجن الأطفال الفلسطينيين مدى الحياة!
إنهم يضعون كل من يقاوم خلف القضبان... إنهم يهربون من الحقيقة إلى البرهان... ولا غرابة في بشاعة ما قاموا به في منع وصول التّكنولوجيا إلى أيدي أبناء هذا الجيل الذي سينتصر بمعرفته عليهم ويقلب "رأس المثلث" عليهم.
من الطبيعي أن يحرمونا الماء والكهرباء، ومن الطبيعي أن يمنعوا عنّا التكنولوجيا؛ لينشروا الجهل والجوع والضياع، هي قذارة صهيونية، غاب عنها أن لا مستحيل يقف أمام "جيل النكبة"، إنه جيل لا يعرف معنى المستحيل.
أما آن الأوان للمجتمع الدولي أن يفيق من سباته ويترجّل، كفاكم اعترافًا بإسرائيل وشرعيتها الزائفة، كفاكم استخفافًا بالعرب والفلسطينيين، كفاكم تحججًا بالتطبيع؛ لتضييق الدائرة حول العرب وإيهامهم بأن التطبع وسيلة للتعايش والسلام... "لا سلام مع عدو"، إن مصطلحاتكم المموهة لم تعد تجدي نفعا، وإن "التطبيع" ما هو إلا لعبة قذرة لإدماج العدو وإفساح المجال له للتغلغل وإيجاد مكان له، وإنها فلسطين "الأرض التي باركنا حولها" كما قال الله تعالى، وإن العاقبة للفلسطينيين: إن الشجر سينطق، وإن الحجر سيتحرك، وإن السماء سترسل ملائكتها، وإن اليهود مغادرون براحتهم، أو عبر دفنهم وإغراقهم، أما أنتم أيها "الأسرى" فسيزول أسركم وسيبقى أجركم عند الله، وستبقى فلسطين للعرب وتبقى القدس عاصمة فلسطين إلى الأبد.