جامعة "طلال أبوغزاله الرقمية" بادرة شخص بحجم وزارة بقلم: غادا فؤاد السمّان-بيروت
20 أبريل 2023حملت وسائل الإعلام والصحافة الأردنية هذا الصباح الخبر الموسّع عن بادرة "مجموعة طلال أبوغزاله" تجاه الطالب الفلسطيني الرازح تحت الإحتلال داخل الأراضي الفلسطينية، وخارجها في المخيمات الممتدّة عبر الأراضي الأردنيّة واللبنانيّة والسورية، لإتاحة أكبر قَدْرٍ من تحصيل الفائدة المنذورة للطَلَبَة المميزين، بتقديم كامل الدعم وإتاحة الفرصة للتعليم المجاني المشروط بشرط وحيد منطقي وموضوعي وذلك لتحفيز الطالب الفلسطيني على الإجتهاد والتفوّق ودخول المعترك العلمي بثقة جبّارة، وإرادة صُلْبَة، وتصميم صادق، وعزمٍ عميق.
وكأنّ طلال أبوغزاله يحاول أن يكرّس تجربته الرائدة كطالب فلسطيني عرف
الشتات وذاق مرّ الاحتلال والتهجير، يودّ أن يزيح غمامة اليأس المخيّمة فوق
المخيمات الفلسطينية، ويؤكّد أنّ لكل مجتهد نصيب، وهو الرجل القدوة الذي حوّل البؤس
إلى امتياز، والحرمان إلى دافع، والفقر إلى دريئة بَسَطَ فوق نقاطها المحوريّة
كامل أهدافه.. وبهذا الدعم المشرّف الذي تعجز عن تمويله وزارات حكوميّة فعلياً،
كأنّما يفتح الباب أمام العديد من الطلبة المتميزين ليتسلحوا بالعلم، ويتزوّدوا
بالمعرفة، ويشقّوا الطريق بثقة، ويبنوا أحلامهم على أرض الواقع بيقين، كما فعل هو
شخصيّاً وأصبح أسطورة نجاح حقيقيّة، ومِثالاً يُحتذى في كل مكان وزمان.
أكاد أسمع عبارات الشكر من الشباب الطموح وأهاليهم معهم وهم يهلّلون بغبطةٍ
وفرح، وهم يقرأون الخبر السار وأصوات الامتنان تكاد تخلع سقوف الاحتلال، وتفتح
بوّابات المخيمات على الغد، وعلى العالم، وعلى الواقع المشرق السعيد المأمول،
فيالحظوة من سارع واغتنم بفضل كفاءته ما يستحق بجدارة من "طلال
أبوغزاله" هذا الإنسان الجدير قولاً وفعلاً ومواقفَ وبوادرَ وبصماتٍ نبيلةً
وتذليلاً للمستحيلات، ويالبؤس من استسلم للكسل والشكوى وآثر التلطّي في ظلّ
الخيبات وأضاع هذه الفرصة التي لم تكن الأولى، وحتماً أنها ليست الأخيرة من رجل
المفاجآت السارّة والاستحقاقات السعيدة والكفاءات العالية والمبادرات.
وكم يسعدني في هذا المقام، أن أشير إلى أن المبادرة تضمنت منح ماجستير رقمي
كاملة للفلسطينيين تحت الاحتلال واللاجئين في خمسة تخصصات في الاقتصاد وتكنولوجيا
المعلومات من (جامعة طلال أبوغزاله الرقمية)، وبدعم وتمويل كامل من (مؤسسة طلال
أبوغزاله فاونديشن للتنمية TAG-Foundation)
للحصول على شهادة ماجستير معتمدة من قبل الجامعة التي
تتبع أسلوب الدراسة الرقمية عبر الإنترنت بنظام التعلّم المفتوح (MOOC)، في أحد
خمسة مسارات ماجستير متخصصة تشمل: الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات،
والتسويق الرقمي، والملكية الفكرية، وإدارة سلسلة التوريد.