جلالة الملك يعتلي منصة الأمم المتحدة محذراً

27 سبتمبر 2024

  عمان/ منصة طلال أبوغزالة للأعلام المعرفي

كان جلاله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين من أوائل من خاطبوا الجمعية العامة للأمم المتحدة عند افتتاح الدورة التاسعة والسبعين هذا الأسبوع، وسط ظروف إقليمية صعبة وخطيرة تجتازها منطقتنا، تهدد ليس فقط هذه المنطقة، بل الأمن والسلم العالمي بأسره.

منذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية، حرص على أن يرأس بنفسه كل عام دورة الجمعية العامة، وأن يلقي خطاب الأردن. ويقينا؛ أن العالم ينتظر هذا الصوت المهيب لكونه لا يقتصر على ما يهم الأردن فقط، بل يتناول قضايا المنطقة بأسرها، وينادي بأعلاه، عاما بعد عام، أن على المنظمة الدولية أن تضطلع بدورها، وبموجب ميثاقها، بما يترتب عليها من مسؤولية، بل ومن واجب، في العمل على حل النزاعات، ووقف الحروب، ووضع حد للهدر–هدر المال ومصادر الخير، في تلك الحروب العبثية المدمرة، بدلا من حمايتها وتخصيصها للتنمية والبناء وتطوير العلم والمعرفة لبناء عالم آمن مزدهر يخيم عليه السلام وتحكمه علاقات طيبة وتعاون وتفاهم وتعاضد، بدلا من الصراع والانخراط في حروب الموت والدمار.

هذا هو صوت الأردن المدوي الذي ينطلق من على منبر الجمعية العامة بلسان جلالة الملك، وهذا هو الصوت الذي تكمن قوته فيما يحتويه من الحكمة ونُبل الرسالة ونزاهة القصد وفضيلة التجرّد واتساع الرؤية.

كما عودنا جلالته في خطابه، ركز هذا العام على قضايا في غاية الأهمية. فلقد خاطب الأمم المتحدة محذرا من أنها تواجه أزمة تصيب صميم عملها، وانها تتعرض للنقد بشكل واضح، وأن قيمها الأساسية اخذت بالانهيار لأنها صمتت إزاء ازدواجية المعايير والتغاضي عن حقائق تركت شعوباً ودولاً تحظى بالعيش فوق القانون وتمارس الانتهاك بلا مساءلة ولا محاسبة على حساب حقوق ومصائر، بل وسلام الشعوب الأخرى.

كما حذر من أن انهيار الثقة بالمبادئ والقيم الأساسية للأمم المتحد وما يترتب عليه «من تقويض مؤسساتنا الدولية والأطر العالمية هو أكبر تهديد يواجه أمننا العالمي اليوم».

وحذر جلالته من انصياع العدالة الدولية للقوة على حساب حقوق الإنسان، التي أصبح تطبيقها انتقائيا، موضحا جلالته أن الحكومة الإسرائيلية قتلت في الحرب المدمرة على غزة أطفالا وصحافيين وعمال إغاثة إنسانية، وطواقم طبية أكثر من أي حرب في التاريخ الحديث.

وقال جلالته إن حجم الفظائع غير المسبوق الذي ارتكبته القوات الإسرائيلية في حربها على غزة لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، داعيا لحماية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه.

وقال جلالته إن العدوان الاسرائيلي والجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي يتوسعان إلى الضفة الغربيةوإلى لبنان، موضحا أن اسرائيل تتجاوز في ذلك كل الخطوط الحمراء، وأنها لن تتوقف عن ممارسة هذه الجرائم، بصورة طوعية خاصة أمام التخاذل الدولي.

وفيما يتعلق بالأردن، أعاد جلالته التحذير بأن الأردن لن يكون وطنا بديلا وأنه لن يقبل التهجير ولا استمرار حرب الإبادة بحق الفلسطينيين. وقال جلالته: «في القدس الشريف لا تزال الانتهاكات الصارخة للوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية مستمرا بلا توقف بحماية وتشجيع أعضاء في الحكومة الإسرائيلية».

إنني لست بصدد تلخيص كل ما ورد في هذا الخطاب الملكي البالغ الأهمية فكل كلمة في الخطاب لها أكثر من مدلول وتبعت بأكثر من رسالة ولكنني فقط أركز على بعض النقاط من قبيل تأكيد المؤكد.

يشرفني كمواطن أردني أن أعبر عن عظيم اعتزازي بقيادتنا الهاشمية وبعميدها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وبما تحقق مسيرته المظفرة ومساعيه المتواصلة بهذه القوة والمناعة لبلدنا الغالي من الإنجازات في ظل ظروف مستحيلة وتحديات صعبة.

حمى الله الاردن وحمى هذه القيادة الهاشمية العظيمة

طلال أبوغزاله