القوة هي الحق: دعوة أبوغزاله إلى نظام عالمي جديد في مواجهة الظلم
18 ديسمبر 2024واحد من أسوأ التقارير الإعلامية التي
اطلع عليها العالم مؤخرا ما أورده موقع "واللا" الاسرائيلي نقلا عن
مسؤوليين أمريكيين وصهاينة قالوا إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتقد أنه "من
الجنون أن يُطلب من عائلات الأسرى الصهاينة الانتظار شهرين حتى يتولى دونالد ترامب
رئاسة الولايات المتحدة". فالرئيس الأمريكي لا يرى في قتل عشرات الغزيين
يوميا وتجويع مئات آلاف الفلسطينيين وإرهاب ملايين آخرين جنونا على الإطلاق، كما
أنه لا يرى فيه أمرا يستدعي الاهتمام!
ولعلّ ما جاء على لسان المفكّر العربي
الدكتور طلال أبوغزاله في مقابلته الأخيرة عبر شاشة "LebanonOn"
هو أفضل تعبير عن مدى الانحطاط الذي وصله العالم اليوم.
أبوغزاله الذي استهجن التعاطي العالمي مع
حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال على غزة، قال إن "حصر العالم
اهتمامه بما يتعرّض له الشعب الفلسطيني بقضية نحو (100) أسير اسرائيلي لدى
المقاومة، وتجاهل وجود نحو (20) ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، وقتل أكثر من
(100) فلسطيني يوميا بقصف الاحتلال على مدار (15) شهرا، إنما يشكّل وصمة عار على
جبين البشرية".
إن الواقع الذي يشهده العالم اليوم، والذي
تتجلى صوره بتعاطي "الدول الكبرى" مع القضية الفلسطينية وما يتعرّض له
الفلسطينيون من إبادة جماعية، يعيدنا إلى تصريحات سابقة للدكتور أبوغزاله، أكد
فيها على أن المطلوب اليوم هو "نظام عالمي جديد يقرر سيادة قانون (إن الحقّ هو
القوّة) بدلا من قانون (إن القوّة هي الحقّ) السائد اليوم".
أما المثير، وما يعطينا دفعة من الأمل في
ظلّ هذا السواد والعار الذي يعيشه العالم، والمؤامرات التي يتعرّض لها محور
المقاومة، هو ما أشار إليه الدكتور أبوغزالة من تأكيد على أن "المقاومة صامدة
ومنتصرة لا محالة، وأن اسرائيل إلى حرب أهلية قادمة".
وفي هذا السياق يوضح أبوغزاله: "من
خلال متابعتي أؤكد أن المقاومة صامدة، لأنها متماسكة وتعرف أن لا خيار أمامها إلا
النصر، وأنا دائما أقول إن الذي لا يملك إلا خيارا واحدا لن يتركه وسيتمسّك به،
فيما نرى انقسامات عديدة تسيطر على الكيان خاصة في ظلّ وجود نتنياهو الذي يعتبر
مشروع حرب أهلية".
بقلم :احسان القاسم