المزيد من التكنولوجيا لا يعني حلولاً أفضل
29 ديسمبر 2024 خلال العام الماضي، لاحظت ادعاءات متزايدة من قبل شركات التكنولوجيا بأن التكنولوجيا ستكون منقذ العالم، حيث ستعالج تغير المناخ وعددًا من التحديات الأخرى الشائعة التي نواجهها اليوم. ويبدو أن التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، تُروّج كخلاص لنا وأنها العلاج الوحيد الذي يستحق المتابعة. وكمدافع عن التكنولوجيا، فإنني على دراية جيدة بقدرات الذكاء الاصطناعي. ولا أنكر أن للذكاء الاصطناعي إمكانات كبيرة في مواجهة تغير المناخ، وأن بإمكانه تحسين استهلاك الطاقة، وتعزيز نمذجة المناخ، والتنبؤ بالتغيرات البيئية بدقة أكبر.مع ذلك، فإن حلول تغير المناخ موجودة بالفعل ومحددة بوضوح، ولا تعتمد على اختراقات تكنولوجية جديدة. وبصفتي رئيسًا لتحالف التنمية الحضرية المستدامة، يمكنني التأكيد على أن الحل الأكثر تأثيراً، كما حدده العلماء، هو استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة. هذا لا يزال الحل الأكثر فعالية، مع وجود طرق مثبتة جاهزة للتنفيذ.
يبدو أن الإلحاح في إطلاق منتجات الذكاء الاصطناعي التي ستساعدنا يتم بطريقة مثيرة للقلق. هذا الإلحاح يتم تبريره في بعض الأحيان على حساب الحوكمة المناسبة والضوابط والتوازنات الكافية، في محاولة لإيصال الابتكار إلى السوق. هذا الموقف يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مع التكنولوجيا التي لم يتم فحصها بشكل صحيح قبل الإطلاق.
كما يبدو أن الإلحاح لإطلاق منتجات الذكاء الاصطناعي التي ستساعدنا يحدث بطريقة مقلقة. هذا الإلحاح يبرر أحيانًا على حساب الإدارة السليمة والرقابة والضوابط الكافية، في محاولة لإيصال الابتكار إلى السوق. ويمكن أن يؤدي هذا الموقف إلى مشاكل مع التكنولوجيا التي لم يتم فحصها بشكل مناسب قبل الإطلاق.
رغم ذلك، يستمر أباطرة التكنولوجيا في الضغط من أجل المزيد من الابتكار، وغالبًا ما يفضلون الربح على رفاهية الكوكب. ويمكن أن يؤدي هذا السعي الدؤوب نحو تقنيات جديدة أحياناً إلى طغيان الحاجة الملحة لتنفيذ الحلول الحاليون علينا العودة إلى الأساسيات. يصدر العلماء تذكيرات صارمة بشأن الحالة الحرجة لمناخنا، مؤكدين ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة. إن التكلفة المناخية لتطوير الذكاء الاصطناعي نفسها ضخمة بسبب الموارد اللازمة لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي. هذه نقطة علينا التعامل معها بحذر، لأن المزيد من التكنولوجيا ليس دائمًا هو الحل
تتطلب الطوارئ العالمية لتغير المناخ حلولًا باتت في متناول أيدينا. وقد يكون من الصعب تقبل هذه الحقيقة، لكن الواقع هو أننا نمتلك هذه الحلول منذ فترة طويلة. فالتحدي لا يكمن في اكتشاف تقنيات جديدة، بل في تنفيذ تلك التي نملكها بالفعل. للأسف، هذه الحلول ليست دائمًا جذابة للشركات لأنها قد لا تقدم فوائد مالية وقد تكون كلفتها كبيرة.
يجب أن يحدث تحول جذري في عقلية المؤسسات من التركيز على الربح فقط إلى التركيز على الاستدامة البيئية. هذا التحول ضروري لمعالجة تغير المناخ بشكل فعال. وينبغي أن يكون التركيز على تنفيذ الحلول الموجودة بدلاً من انتظار الاختراق التكنولوجي التالي.
مع انفجار طفرة الذكاء الاصطناعي من حولنا، يجب أن نكون خطواتنا متزنة وأن نأخذ خطوتين للوراء بدلاً من الافتتان بأحدث الابتكارات كحل. ويجب أن تخضع هذه التكنولوجيا لأشد الضوابط نظراً للقوة التي تمتلكها. كما يجب ألا نستهين أيضًا بالحلول التي نملكها بالفعل. لدينا بالفعل الحل لتغير المناخ، إنها مسألة مدى جديتنا في تنفيذه.