طلال أبوغزاله المستقبل للتاريخ والجغرافيا وأصحاب الحق لايهزمون
05 يناير 2025 أبوغزاله
الإرادة والعلم أقوى من الحصار دروس من المقاومة الفلسطينية
وسط حالة اليأس التي تحاول كثير من وسائل الإعلام
إشاعتها وزرعها في نفوس أبناء أمتنا العربية إزاء ما تتعرّض له القضية الفلسطينية
والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من حرب بربرية وإبادة جماعية، يأتي
المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله ليبثّ خطابا عقلانيا مختلفا يرفع به
المعنوية ويؤكد فيه على حتمية انتصار الأمة على العدوّ الصهيوني.
أبوغزاله، وخلال المقابلة الأخيرة عبر قناة OTV اللبنانية، أظهر الروح
القتالية التي طالما تمتّع بها وبدّد كلّ محاولات التشكيك بانتصار الشعب الفلسطيني
البطل على العدوّ الصهيوني، فهذا الشعب تمكّن من كسر كلّ محاولات تصفية القضية
الفلسطينية، رغم كونه يرزح تحت أبشع وأطول احتلال عرفه التاريخ، كما أنه ومقاومته
الباسلة ما زالوا يسطّرون البطولات في كلّ يوم، وذلك رغم الحصار الخانق الذي
يتعرّض له هذا الشعب.
أصرّ الدكتور أبوغزاله في المقابلة على حقيقتين؛
أولاهما أن أصحاب الحقّ لا يخسرون طالما أنهم ظلّوا متمسّكين بحقّهم، وأما الثانية
فهي أن المستقبل يحدده التاريخ والجغرافيا، وأن أحدا لا يمكنه الانتصار على حقائق
التاريخ والجغرافيا اللذان يقرّان بحقّ الفلسطينيين والعرب بأرضهم وأن لا حقّ
للصهاينة المعتدين في بلادنا.
واستهجن الدكتور أبوغزاله مظاهر استسلام البعض للرواية
الصهيونية التي تحاول ترويج صورة "نصر" زائف في غزة ولبنان وسوريا،
معبّرا عن أسفه لاعتقاد البعض بأن "المعركة انتهت" وأن "اسرائيل
حكمت المنطقة"، فيما شدد على أن "الاحتلال لم ينتصر ولم يحقق من كلّ
ضرباته غير القتل وتدمير البنى التحتية دون أن ينجح بتحقيق أيّ من أهدافه المعلنة".
ولأنه رجل حكيم، ويعرف أن كلّ كلمة ومصطلح له ما
وراءه، حذّر الدكتور أبوغزاله من استخدام مصطلح "الشرق الأوسط" في توصيف
المنطقة العربية، مشيرا إلى ضرورة استخدام توصيف "المنطقة العربية بدلا من
منطقة الشرق الأوسط"، لافتا إلى خطورة مثل ذلك المصطلح، "فطموح اسرائيل
أن تحكم المنطقة باعتبارها شرقا أوسط، وتستبدل جامعة الدول العربية بجامعة الشرق
الأوسط، لتصبح هي العضو الرئيسي فيها".
أبوغزاله الذي اعتاد أن يرى في كلّ محنة منحة، ويعتبر
أن كلّ شدّة هي فرصة، ويرى في المعاناة أكبر نعمة، ردّ على المخاوف من "قطع
طرق امداد المقاومة" بالقول "إن المقاوم هو من يخلق طرق الإمداد"،
لافتا إلى أن المقاومة في قطاع غزة محاصرة منذ (18) عاما، لكنها تسلّحت بالعلم
والارادة واعتمدت على ذاتها من أجل صناعة أسلحة مكّنتها من تحقيق النصر على العدوّ
الصهيوني، وهي تواصل تسطير البطولات على مدار (15) شهرا من حرب الإبادة التي
يتعرّض لها قطاع غزة.
الحقيقة أن مقابلة الدكتور أبوغزاله عبر "OTV" تضمّنت
رسائل إلى كلّ عربي وكلّ حرّ في هذا العالم، فإذا كانت المعنوية انخفضت، وتسلل
الشك إلى نفسك، فاستمع إلى طلال أبوغزاله، إنه الحكيم الذي يخاطب عقل كلّ ذي عقل،
ويبدد نور كلماته كلّ الأوهام التي يحاول أعداء الأمة زرعها في نفوس أبنائها.
بقلم:أحمد توفيق