سرّ التميّز في مسيرة أبوغزاله: الإرادة التي لا تعرف المستحيل

20 يناير 2025

أبوغزاله.. من المعاناة إلى القمة شخصية ملهمة للأجيال صنعها التحدي
سرّ التميّز في مسيرة أبوغزاله: الإرادة التي لا تعرف المستحيل
واحدة من أنبل الرسائل التي يحملها الصحفي والإعلامي، هي رفع درجة الوعي لدى المجتمع. ومن ذلك تسليط الضوء على سير الناجحين والنماذج الحسنة التي ينبغي على القارئ اتباعها من أجل إحداث تغيير ايجابي في حياته. والواقع أن لا قدوة حسنة يجب الحديث عنها وتسليط الضوء عليها أكثر من المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله.

مؤخرا، كتب الإعلامي المصري ماهر مقلد مقالا عميقا تناول فيه سيرة الدكتور أبوغزاله الذي صنع من المأساة والمعاناة أداة للسعادة والنجاح، وحقق معجزة مازالت ماثلة أمام الشباب العربي، مستندا في ذلك على إرادته الصلبة وعزيمته التي لا تلين، إلى جانب ما يتمتع به من عقلية نيّرة وبُعد نظر ورؤية ثاقبة مكّنته من استشراف المستقبل.

وتحت عنوان "طلال أبوغزاله.. دروس في الحياة"، أورد مقلد قراءة حصيفة ودقيقة لسيرة المفكّر العربي الكبير، وكيف نجح في وصول القمة بعدما هجّره الاحتلال من وطنه طفلا لا يملك شيئا غير المبادئ التي نشأ عليها.

ويشير المقال إلى وصفة نجاح الدكتور أبوغزاله والتي جعلته أحد أشهر الشخصيات على مستوى العالم كلّه، وهي وصفة إن بدت بسيطة في ظاهرها لكنّها معقّدة وعظيمة في حقيقتها، وتقوم على "المثابرة وتقديس النظام وضبط العمل اليومي بالطريقة المثلى التي تضمن استثمار كلّ ساعة في اليوم".

أما السرّ الكامن وراء تميّز الدكتور أبوغزاله، فهو تحديده هدفا متجددا لا يمكن بلوغه دونما مثابرة وعمل جادّ مستمرّ، فقد جعل أبوغزاله هدفه في الحياة هو التنافس مع ذاته، الأمر الذي يستدعي منه تطوير نفسه بشكل دائم، ما يعني أنه لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولن يكون في الغد كما هو اليوم.

مقال الكاتب ماهر مقلد يجسّد مطلبا طالما نادينا به، وهو تقديم قصة حياة الشخصيات العظيمة وعلى رأسها الدكتور طلال أبوغزاله كنموذج مؤثر ومشرّف ينبغي على الجميع اتباعها والاقتداء بها، فهو شخص لا يعرف إلا النجاح.

ويؤكد الكاتب على حقيقة أن "العالم العربى يزخر بالنماذج المشرفة فى شتى المجالات والتى تصنع التاريخ بعد أن تتاح لها الفرص المتساوية فى بيئة عمل متكافئة تستند إلى المعايير الملزمة وتتبنى العقول النابهة بعيدا عن كل الاعتبارات التى قد تكون ظالمة"، لكنه في ذات السياق يشير إلى أن الدكتور أبوغزاله تمكّن من تحدّي نظريات النجاح المشروطة، كما أنه بعث برسالة مفادها أن المكان والظروف غير مسؤولة عن عدم النبوغ، وأن الإرادة هى التى تصنع التفوق.

في سيرة ومسيرة الدكتور أبوغزاله، يلمس القارئ والمتابع حجم تقديس الدكتور أبوغزاله وإيمانه المطلق بأهمية التعليم في بناء الانسان والأوطان، تماما كما يلمس اليوم سعي أبوغزاله لتوعية الشعوب والدول والحكومات بأهمية التحوّل نحو التعلّم بدلا من التعليم التقليدي..

إحسان القاسم