ماسك في مواجهة العاصفة.. تراجع تسلا وأزمات "إكس" ولعبة السياسة
06 أبريل 2025يواجه إيلون ماسك وزير كفاءة الحكومة الأميركية وأحد أكثر الشخصيات نفوذًا في عالم التكنولوجيا والأعمال سلسلة من التحديات التي تهدد إمبراطوريته الاقتصادية من تراجع أسهم تسلا، إلى أزمات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وصولًا إلى الضغوط السياسية والاقتصادية التي تلقي بظلالها على مشاريعه الطموحة.
في البداية شهدت أسهم تسلا هبوطًا حادًا مؤخرًا، حيث خسرت نحو نصف قيمتها السوقية وتراجعت في يوم واحد فقط بمقدار 130 مليار دولار في أسوأ أداء لها منذ 2020. ويعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف الطلب على السيارات الكهربائية، خاصة في الأسواق الأوروبية، حيث سجلت تسلا انخفاضًا بنسبة 50% في المبيعات خلال يناير مقارنة بالعام الماضي. وإلى جانب ذلك تواجه تسلا منافسة شرسة من الشركات الصينية التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية، ما يزيد من الضغوط على تسلا، فضلا عن السياسات النقدية الأميركية خصوصًا رفع أسعار الفائدة، على تمويل السيارات، ما أدى إلى تراجع الطلب.
لكن الخسائر لم تقتصر على تسلا، بل طالت ماسك شخصيًا، إذ فقد 22.8 مليار دولار من ثروته في يوم واحد، لتتراجع إلى 319.6 مليار دولار. ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه تحديات إدارية، خاصة مع دوره كمستشار في البيت الأبيض لإدارة الرئيس دونالد ترامب، وهو منصب أثار جدلًا واسعًا بسبب سياساته التقشفية وإعادة هيكلة الإدارات الحكومية.
وإلى جانب أزمة تسلا، تواجه منصة "إكس" تحديات متزايدة، من بينها هجمات سيبرانية متكررة وانقطاعات تقنية، خاصة بعد قرار ماسك إلغاء فرق مكافحة التضليل الإعلامي، ما جعلها أكثر عرضة للاختراقات والانتقادات، كما أن ارتباط ماسك بالإدارة الأميركية ومواقفه السياسية جعل المنصة هدفًا للجهات غير الراضية عن توجهاته.
وحتى قطاع الفضاء لم يكن بمنأى عن الأزمات، إذ تواجه "سبيس إكس" تحديات متعلقة بانفجارين متتاليين لصاروخ "ستارشيب" خلال رحلاته التجريبية، ما يعطل أحد أكبر رهانات ماسك على المستقبل الفضائي.
أما علاقة ماسك بالإدارة الأميركية، خاصة مع ترامب، فقد زادت من حالة عدم اليقين في الأسواق، فسياسات مثل رفع الرسوم الجمركية أثرت سلبًا على قطاع السيارات الكهربائية، وأثارت مخاوف المستثمرين الذين أصبحوا أكثر حذرًا تجاه شركاته.
في ظل هذه التحديات يخوض ماسك اختبارًا حقيقيًا لقدراته القيادية. والسؤال الذي يقفز إلى الذهن هل سيتمكن من إنقاذ تسلا، والتصدي لهجمات "إكس"، وحل المشكلات التقنية في "سبيس إكس" أم أن تصريحاته المثيرة للجدل وارتباطه بالسياسة سيزيدان من تعقيد الأزمة.
الإجابة ستتضح في الأشهر المقبلة. لكن المؤكد أن إمبراطورية ماسك تمر بأحد أصعب مراحلها، وستتوقف استدامتها على مدى قدرته على مواجهة هذه التحديات واستعادة ثقة المستثمرين.
طلال أبوغزاله