قراءة في تحذيرات المفكر العربي طلال أبوغزاله من كساد اقتصادي وشيك
16 أبريل 2025دروس
الكساد الكبير تتكرّر: تحذيرات طلال أبوغزاله من سياسات ترامب
يعاني
الاقتصاد العالمي هذه الأيام حالة عدم يقين تكاد تكون استثنائية، وذلك نتيجة
قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية عالية على مستوردات
الولايات المتحدة من عدة دول، الأمر الذي تسبب بحالة فوضى واضطراب اقتصادي غير
مسبوقة!
ترامب لم يلتفت في قراره إلى تبعات وآثار تلك الرسوم الجمركية التي فرضها بدعوى "جعل أمريكا عظيمة مجددا - MAGA"، ولكنه تجاهل حقيقة أن هذا القرار الذي يظنّه ايجابيا سيكون سلبيا على المواطن والاقتصاد الأمريكي، وبالتالي الاقتصاد العالمي وكلّ مواطني العالم، ولعلّ كلّ فرد فينا لمس وتأثر بارتفاع معدلات التضخم خلال الأعوام الماضية في الولايات المتحدة!
في هذا السياق، لا بدّ لنا من الاستماع إلى تصريحات الاقتصادي والمفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله، الذي حذّر في مقابلة متلفزة مع قناة الحياة المصرية من كساد كبير قد يشهده العالم جرّاء قرارات الرئيس ترامب، وقد ذكّر أبوغزاله بالكساد الذي عانى منه العالم في عام 1930 جرّاء اتخاذ الرئيس الأمريكي الحادي والثلاثين هربرت هوفر قرارات مشابهة لتلك التي اتخذها ترامب، مؤكدا أن "الوضع أخطر بكثير مما يظهر، فالأمر سيتدحرج إلى أن نصل لما حصل عام 1930"!
ويوضح الدكتور أبوغزاله أن "لكلّ قرار جانبين؛ الأول ايجابي والآخر سلبي، كما أن الاقتصاد تقرره سياستان، اقتصادية ومالية، أما السياسة المالية فتقول إنك إذا رفعت الرسوم فأنت ترفع الأسعار، وهذا يعني غلاء داخليا، فما أغفله ترامب أن قراره سيؤدي إلى ارتفاع في الأسعار على مواطنيه، وأغفل أيضا ردّة فعل الدول على قراره، وسينتهي الأمر بأن يُصبح العالم كلّه ضدّ الولايات المتحدة".
مقابلة أبوغزاله الثرية عبر شاشة قناة الحياة، لم تكن الوحيدة التي تطرّق فيها للسياسات الاقتصادية الخطير التي تتبعها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، فطالما حذّر المفكّر العربي من النهج الحمائي الذي اعتمدته الادارات الأمريكية بشكل واضح خلال العقد الأخير، فسياسة "بلدي أولا" لا تحلّ مشكلة الاقتصادات على الإطلاق، بل أنها تعمّق حالة الفوضى التي يعيشها العالم.
في
مقاله الأخير، وجه الدكتور أبوغزاله نصيحة من بضع كلمات تُكتب بماء الذهب، فقال:
"من لا يتعلم من دروس الكساد الكبير قد يعيد كتابته بيده"، وقد حمل
المقال تحذيرا من السقوط في فخ السياسات الشعبوية.
الواقع
أن أصوات الحكمة يجب أن تُسمع، وعلى أيّ صاحب قرار أن يردّ الأمور إلى أهلها،
فمهما علا شأن صاحب القرار فلا شكّ أن هناك من هو أكثر حكمة وخبرة وأوسع رؤية منه،
إذ لا يُشترط أن يكون صاحب القرار هو الأكثر خبرة وعلما..
بقلم: إحسان القاسم